2‏/1‏/2011

طبّع... طبّع... فلا بدّ أن يعلق شيء!


نجوان درويش

نحاول العثور على فارق نوعي في أحداث 2010 في فلسطين المحتلة. ما الذي اختلف عن السنوات الخمس الماضية؟ هل نعيد الكلام ذاته عن الثقافة الرخوة المرافقة لحالة سياسية رخوة، مقابل أداء فعّال لـ«الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» PACBI؟
في بداية العام، أطلقت حركة «حماس» في غزة «رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين». بالمقابل، وفي ما بدا استحقاقاً فتحاوياً بعد المؤتمر السادس للحركة، اختير أعضاء الأمانة العامة لـ«الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين» بالتزكية، وبرعاية «مفوّض المؤسسات» في «فتح» ورئيس الاستخبارات الفلسطينية السابق! وعلى أثر ذلك، أصدر كتّاب فلسطينيون بياناً أعلنوا فيه أنّ الاتحاد لا يمثل الكتلة الأكبر من الكتّاب الفلسطينيين.
وفي أيار (مايو)، أقيمت «احتفالية فلسطين للأدب» في القدس المحتلة وعدد من المدن والبلدات الفلسطينية. وكرّمت الاحتفالية التي تشرف عليها المصرية البريطانية أهداف سويف، الشاعر طه محمد علي الذي تدهورت صحته في الأشهر الأخيرة. كذلك شهد العام حراكاً في مجال تعليم الكتابة الإبداعية من خلال «ورشة فلسطين للكتابة» و«ورشة القدس للكتابة» وورشة عكا. وشهدت رام الله ندوات شبابية منها ملتقى «لوز أخضر» الذي تنظّمه مجلّة «فلسطين الشباب» ولقاءات أخرى نظمتها مجموعة «نوافذ». وفي رام الله، أُعلنت «جائزة القطان» لـ«الفنان الشاب» و«الكاتب الشاب» في ظل حالة من عدم الاكتراث، إذ لم تنجح هذه الجوائز في انتزاع أي مكانة رغم جودة بعض الأسماء الشابة التي حصلت عليها، مثل الفائزة في مجال الشعر هذا العام أسماء عزايزة. أما الإصدارات الفلسطينية فقليلة، من بينها كتاب زكريا محمد «ذات النحيين: الأمثال الجاهلية بين الطقس والأسطورة». وفي الموسيقى، أصدرت سناء موسى «إشراق» وشادي زقطان «عن بلد».
وفي الصيف، افتُتحت في كفر ياسيف «مؤسسة محمود درويش للإبداع» (غير تلك التي تتخذ من رام الله مقراً لها) برعاية سلام فيّاض وبعض أعضاء الكنيست. وأثارت الاستياء دعوة شخصيات إسرائيلية لإلقاء كلمات في الافتتاح من بينهم عاموس عوز! وفي وقت أعلنت فيه السلطة مشروع «أريحا عشرة آلاف سنة من الحضارة»، بدت «الحضارة» أبرز الغيّاب عنه، إذا نظرنا إلى اللجان التقليدية القائمة عليه.
ولا بد من الإشارة إلى أنّ أحداثاً ثقافية فلسطينية كثيرة يكون مسرحها خارج فلسطين. فقد جاء «مهرجان لندن العالمي للشعر» فلسطينياً بامتياز من حيث نسبة المشاركين والإضاءة على سؤال الحرية الذي تمثله فلسطين، أو أحداث مثل «حركات مستقبلية» المعرض الفلسطيني عن القدس في «بينالي ليفربول» وشارك فيه رؤوف الحاج يحيى وباسل عبّاس وآخرون، ومجموعة من المعارض الفلسطينية حول العالم لفنانين مثل ستيف سابيلا، وتيسير البطنيجي، وهاني زعرب، وإملي جاسر، ورُوان أبو رحمة، وشادي حبيب الله... فضلاً عن أنشطة غاليري «المحطة» في رام الله والمجموعات الفنية في غزة.
وأخيراً، حصد مؤتمر إسرائيلي مزعوم للأدب عقد في حيفا المحتلة بعنوان «كلمات خارج الحدود»، نسبةً عاليةً من الإدانة ودعوات المقاطعة. إذ حاول توريط مشاركين عرب من فلسطين ومصر والأردن. المؤتمر الذي كانت السفارة الفرنسية شريكاً فيه، يؤكد التصميم الفرنسي على أداء دور تطبيعي، وقد بات الإصرار عليه وصمةَ عار على العمل الثقافي الفرنسي في فلسطين، إلى درجة تردد دعوات إلى مقاطعة الأنشطة الثقافية للمؤسسات الفرنسية.
عجيب كيف يعيش المرء في حالة يستاء فيها من معظم أطرافها وحتى من نفسه. وكيف يمكن تقديم جردة أمينة لـ«أحداث» العام؟ كيف ننجو من هذا التقليد الصحافي في نهاية كل سنة؟
عن الأخبار اللبنانية
___________________
البوستر: فكرة وتصميم رازي نجار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق